إن الخير يحمل كل المعاني الجليلة مجتمعة، فهو فيض مباشر من نور الله يستقر في الكيان البشري مثلما يستقر في شجرة مثمرة، وأرض طيبة ونهر عذب وهواء عليل وقمر منير وشمس مضيئة وليل ساحر ونهار واحد وفجر مهيب وزهرة ذات لون بديع ورائحة مبهجة، مثلما يستقر في وجهك يا حبيبتي وينتشر على أرضك يا وطني ويفرض وجوده بينكم يا أهلي ويعلو فوق رؤسكم يا أصحابي.
إنه الخير الذي يجعلني يا صاحبي لا أعرفك شخصياً ولكنني أحبك، وأنا لا أعرفك شخصياً لأنك تحولت إلى معنى، ولقد كنت بشراً موجوداً ولكنك تحولت إلى معنى، معنى الخير، وذلك حين جدت بروحك لوطنك ليس إنتصاراً للحق، إنتصاراً للخير، أنت أعظم موجودات الواجد لأنك حققت أمل الواجد فيك، ما أعظم البشر حين يتحولون إلى رموز جميلة ومعان جليلة، ما أعظم البشر حين يجسدون الخير، ما أعظم الإنسان حين يكون ظلاً للرحمة وطيفاً للحب.